هيَ كربلا
اقرأ أيضاً
هِيَ كَرْبَلا أبْشِرْ بَكَرِّ بَلائِهْا وانْعَى مَقَاتِلَهُمْ بِهَا وابْكِيْ الّذِيْـ مَا بَالُ يَعْقُوْبَ النَّبِي بِحَسْرَةٍ وَأرَى فُؤَادِي لا يَغِيْضُ وَرِيْدُهُ أَتُرَى حُرِمْتُ وَلاءَهَا ؟ فَلَئِنْ فَإنّـ إِنّيْ لَيَقْتُلُنِيْ اذّكَارُ مُصَابِهَا أَلِلَطْمِهَا أَبْكِيْ وَكَسْرِ ضُلُوْعِهَا أمْ لانْكِسَارِ فُؤَادِهَا مِنْ مُجْرِمٍ فَلأبْكِيَنَّكَ يَبنَ بِنْتِ محمدٍ في كُلِّ عَامٍ يَا حُسَينُ لَنَا بِكُمْ وَمَصَائِبٌ هِيَ في السَّمَاءِ عَظِيْمَةٌ كُرَبٌ عَلى ابنِ محمدٍ في كَرْبَلا إِذْ بَانَ فِيْهَا عَازِمَاً بِرِجَالِهِ صِيْدٌ تُلاقِيْ الطَّعْنَ بَيْنَ صُدُوْرِهَا شَدُّوا وَقَدْ نَثَرُوا الرُّؤُوسَ أمَامَهُمْ فَلَقَتْ جُيُوْشُ أُمَيَّةٍ أَبْرَاجَهَا لا يُصْدِرُوا الخطيّ مُرْتَوِيَ الصَّدَا وَوُجُوْهُهُمْ مِنْ فَرْطِ مُنْقَتِمِ الوَغَا إلا رُعُوْدُ المَوْتِ في أصْوَاتِهَا لَقَوا الجِنَانَ مُحَجَّبَاتِ قَتَامِهَا لَبُّوا النِّدَا أكْرِمْ بِهْمْ مِنْ صُحْبَةٍ صَرَعَى أبَاحَتْ للرَّدَى أجْسَادَهَا وَنَضَى الحسينُ بِعُصْبَةٍ مِنْ هَاشِمٍ تَلْقَاهُمُ في السِّلْمِ أهْلَ أمَانِهِ بِأبي النُّفُوسُ الطَالِعَاتُ عَلى الرَّدَى مِنْ آلِ هَاشِمَ سَابَقَتْ أبْنَاؤُهَا يَتَمَايَلُونَ كَمَا الغُصُونِ يُعَالِجُو بِذَوَابِلْ تَكِزُ النُّجَوْمَ طُمُوْحُهَا قَحَمُوا الكَرِيْهَةَ فَاسْتَقَالَتْ دُوْنَهُمْ وَنَحَى الحُسينُ إلى الخِيَامِ مُوَدِّعَاً فَلَقَتْهُ لِلتّوْدِيْعِ أُخْتُهُ زَيْنَبٌ أُخْتَاهٌ قَدْ حَانَ البَلا في كَرْبَلا لا تَعْذُلِيْنِيْ في الرَّحِيْلِ مُخَلِّفَاً لَهْفِيْ عَلَيْهِ وَقَدْ تَسَاقَطَ صَحْبُهُ يَدْعُوا ألا مِنْ نَاصِرْ فَتُجِيْبُه ضَامٍ تُسَاقِيْهِ الرِّمَاحُ مَسِيْلَهَا دَكَّ الكَتَائِبَ في لَظَى صَمْصَامِهِ وَرَأى الفَوَارِسَ إذْ يَكِرُّ مَرِيْضَةً فَيَسَارُهُ بِالرّمْحِ بَادِئُ دَائِهَا قُطْبُ الوُجُودِ فَلا عَجِيْبَةَ أنْ يُرَى فَلِحَيْدَرٍ رَايَاتُهُ مَنْشُوْرَةٌ يَسْقِيْ تُرَابَ الطّفِّ فَيْضَ دِمَائِهِ حَتَّى إِذَا نَفَذَ القَضَاءُ تَزَلْزَلَتْ سَقَطَ الحسينُ فَكَيْفَ لَمْ تَسْقُطْ لَهُ عَجَبَاً وَكَيْفَ الشَّمْسُ مَا كُسِفَتْ وَقَدْ |
وَهِيَ الطُّفُوْفُ فَطُفْ عَلى ـنَ بَكَتْهُمُ الأمْلاكُ في عَلْيَائِهَا يَبْكِيْ لِفَاطِمَ في عَزَا أبْنَائِهَا حُزْنَاً وَعَيْنِي لا تَفِيْضُ بِمَائِهَا ـي بَاذِلٌ بِالنّفْسِ حَقَّ وَلائِهَا كَمَدَاً وَيُبْكِيْنِيْ شَجِيُّ بُكَائِهَا بِالبَابِ أَمْ لِلسَقْطِ مِنْ أحْشَائِهَا آذَى رَسُوْلَ الله في إِيْذَائِهَا أَبَدَاً وَأنْدُبَ هَاشِمَاً لعَلائِها عَيْنٌ تُغَالِبُنَا عَلى أشْجَائِهَا خَلَعَتْ عَلى الدّنْيَا كَئِيْبَ غِطَائِهَا حَطَّتْ تَدُكُّ الصُّمَّ في كَرْبَائِهَا أَنْ لا يَبِيْنُوا عَنْ ثَرَى بَوْغَائِهَا شَوْقَاً كَأَنَّ المَوْتَ مِنْ أبْنَائِهَا نَثْرَ الحَصَى كَشْفَاً لِحَظّ حَصَائِهَا أُسُدَاً وَقَدْ كَرَّتْ لِقَنْصِ ظِبَائِهَا إلا لِيُوْرَدَ في شَبَا أعْدَائِهَا لا تُعْرَفُ السَّيْمَاءُ في سَيْمَائِهَا وَالقَاشِعُ الظَّلْمَاءَ مِنْ أضْوَائِهَا فَنَضَوْ لَهَا أرْوَاحَهُمْ لِجَلائِهَا يُجْزَوْنَ في غَدِهِمْ بِخَيْرِ جَزَائِهَا لِتَصُوْنَ أنْفُسَهَا بِبَذْلِ دِمَائِهَا عَزْمَاً وَأدْرَعَ مِنْ مَتِيْنِ فِدَائِهَا وَتَخَالُهُمْ في الحَرْبِ كُلَّ بَلائِهَا كَالطّالِعَاتِ عَلى الدُّجَى بِسَنَائِهَا للمَوتِ أنْ تَهْنَا لِقَا آبَائِهَا نَ مِنَ المَنُونِ الموْتَ حِيْنَ عَزَائِهَا وَعَزَائِمٍ تَعْنُو الضُّبَا لِمِضَائِهَا أبْطَالُهَا وَاسْتَيْقَنَتْ بِشَقَائِهَا وَفُؤادُهُ دَامٍ لِحَالِ نِسَائِهَا وَمَخَايِلُ الزّهْرَاءِ خَلْفَ رِدَائِهَا فَتَهَيَّئِيْ لِمُصَابِهَا وَبَلائِهَا أهْلِيْ وَنُسْوانِي لِحُكْمِ عِدَائِهَا فَبَقَى وَحِيْدَاً حَائِرَاً بِإزَائِهَا مِنْ كَرْبَلا الأفْلاكٌ في أَصْدَائِهَا طَاوٍ تُطَاعِمُهُ الصِّفَاحُ بِدَائِهَا فَلَقَتْ فرارَ فَنَائِهَا بِفَنَائِهَا خَوْفَاً فَأهْوَى سَيْفَهُ لِشِفَائِهَا وَيَمِيْنُهُ بِالسّيْفِ وَصْفُ دَوَائِهَا في الحَرْبِ مُضْطَلِعَاً لِقُطْبِ رَحَائِهَا وَلِفَاطِمٍ ثَارَاتُهُ وَجَلائِهَا جُوْدَاً وَقَدْ عَزَّتْهُ جَارِيْ مَائِهَا مِنْهُ الطُّفُوْفُ بِأرْضِهَا وَسَمَائِهَا خَجَلاً كَوَاكِبُهَا عَلَى أَرْجَائِهَا كُشِفَتْ بَنَاتُ المُصْطَفَى لِسِبَائِهَا | شُهَدَائِهَا