صراعنا الداخلي بين السلام والرفض

يعيش البعض منا حالة من الرفض الداخلي لذاته من يحث يشعر أو من حيث لا يشعر، وهذه الحالة تنعكس على عالمه الخارجي مع شريك حياته أو أصدقائه أو مع من حوله بشكل عام، وحتى يتضح لنا المعنى نسرد هنا بعض الأمثلة الحياتية:

المثال الأول: عندما نعجب بلباس معين معروض في أحد محلات بيع الملابس ونشتريه، بعد أن نرتديه يكون الوضع مختلف عما رأيناه في المحل، بسبب بعض تضاريس أجسامنا، فنصاب حينها بحالة من الرفض لأجسامنا.

المثال الثاني: عندما يكون احد أقراننا واصل التحصيل العلمي أو الثقافي، ونحن في مكاننا لم نحرك ساكنًا، نصاب أيضًا لحالة من الرفض الداخلي.

المثال الثالث: عندما نرى من حولنا يحقق نجاحات كثيرة على المستوى المادي أو الأسري أو الوظيفي، ونحن نصارع في هذه الحياة، وتقذفنا أمواجها يمنة ويسرى، نصاب حينها بحالة من الرفض الداخلي.

والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا بعد أي موقف نصاب به بحالة الرفض الداخلي: لماذا أنا؟!!

معظمنا يلجأ للإجابة عن هذا التساؤل إلى بعض الحيل اللاشعورية التي تبرر موقفه وتخرجه - كما يظن - من هذا الوضع الذي يعيشه، ومنها: «الواسطة تلعب دور، الحظ، حياة الرفاهية اللي هو فيها ساعدته...» وغير ذلك الكثير من الكلمات التي نحدث بها أنفسنا.

ومع مرور الزمن يتحول هذا الكلام الداخلي مع أنفسنا إلى واقع خارجي، نحاول به إثبات بأننا الأفضل والأقوى، ولكن للأسف يكون على حساب إسقاط الآخرين واستنقاصهم ومحاولة تجريدهم من نجاحاتهم.

وحتى لا نقع فريسة لهذا الرفض، ونخرج من هذا الأمر كله بصفقة رابحة، علينا العمل بجد لتحقيق السلام الداخلي وتحقيق ذواتنا، ويكون ذلك بفهم أنفسنا الفهم الصحيح «سلبيات، إيجابيات»، ثم نشرع في تعزيز وتطوير إيجابياتنا والتغلب على سلبياتنا، فكلما تمكنا من تحقيق الإيجابية في حياتنا تغيرت نظرتنا لأنفسنا ولمن حولنا وللحياة بشكل عام.