شيخ السماحة

يترقرق الحزن مرهونا بوجدك المحلق دما في عيون القطيف أيها الشيخ الجليل
فتلك فيوضاتك يقرؤها الصباح

شيخ السماحة

العلامة المرهون

اغسلـوا الفجـر بالنجـوم وحنّـوا      مقـل الحـزن بالأسـى المستـبـاحِ
وانفضوا من منابـع الحـب دمعـا      مستشيطا علـى النشيـج المبـاح
واندبوا الصبح فالندى غاب عنه      وتــلاشــت مـنــائــر الإصــبـــاح
فالسماحـات ودعتـهـا الأمـاسـي      فـــي رحـيــل منـمـنـم بالـسـمـاح
جددتنـا جـداول الحـزن عاشـورا      جــريــحــا مـجـلـبـبــا بـالـنــيــاح
فتعالـى علـى "القطيـف" سـواد      يــوم أغـفــت فتـيـلـة المـصـبـاح
أسكرتـهـا عـلـى الـغـيـاب دروب      فـي شحـوب ولوعـة مـن ريــاح
فـرمـتـنـا لـنـحــو قـلـبــك خـفـقــا      واستقـرت علـى نـداك الـصـراح
أيتمتـهـا نفـائـس الـمـجـد تـغــدو      دون عــود يـهـز قـلـب الـــرواح
والـفـوانـيـس أُطـفـئــتْ تـــــورثُ      العتـمـة حـزنـا نخـيـلـيُ الـجـنـاح
لتـثـيـر الأحـــزان مـقـلـة جـــرح      هضم النزف من صراع الجراح
أي بـعـدٍ لـــك الـمـسـاء تـرَامــى      ومعـيـن الـرفـاق لـيـس بـنـاحـي
أيـهـا الكـوكـب المـغـادر للـشـمـ      س بـمــرأى الحقـيـقـةِ والأرواح
كـيــف أطـفــأت للـرحـيـل الـمـنـا      رات مُـجِــدّا للـحـظـة الارتــيــاح
تلـك أغصانـك الشهيـات غــرس      يانع البـوح فـي سمـاء الفصـاح
بانتصافٍ يُرضي اليراعات ذوقـا      أدبــــيّ الـشـعــور والانــشــراح
غـادرتـنـا نـوافــح الـعـطــر زادا      طـرزت عـذر نغمـة مـن صحـاح
فتمـلـت بمـقـلـة الـعـمـر هـمـسـا      ثم زاحت عـن راصـف الانزيـاح
أنت قطـب مـن الهـدى كـان فينـا      بـســط الـحــب بـيــن روح وراح
كــم تغـنـت بــك الثقـافـات حـتــى      أورق الجذبَ فـي أديـم النواحـي
واليـراعـات كــم لـهـا مُـــدّ ظـــلٌّ      حـيـن علمتـهـا رفـيــف الـجـنـاح
تلـك أنشـودة المـعـارف مـعـراج      تـجـلــى بــفــارعٍ مــــن نــجـــاح
نهـلـتْ مـنـه أنـهـر العـلـم عـذبـا      هـو أشهـى كأسـا لمـاء الـقـراح
حمـلـتـه رقـائــق الـحــرف لـمّــا      فــاض فـضـلا بمنـهـل الإيـضـاح
يـا ضيـا العلـم والسماحـة تـأبـى      ببـنـات الـلـحـاظ طـــي الـوشــاح
أيـهـا المستـثـار للعـشـق حـزنــا      كـم تمسّـكـتَ بالطـفـوف المـبـاح
كـم حسـيـن أولاك قلـبـا مسـجـى      بـدمـوع تـشــبّ وَخـــزَ الـرمــاح
تغسـل القـلـب بالنحـيـب صبـاحـا      وتـمـسّـيـهِ لــوعــة المُـسْـتَـمَـاح
ونـشـيـجٌ مـــن الـبـكــاء عـلـيــه      فـاض جرحـا لنـحـرهِ المستـبـاح
وعـويــلٌ عـلــى الـخـيـام تـلـظـى      مـذ غـذتْ زينـبُ بأسـر الصّـفـاح
كـم نقشـتَ الجنـان خفقـا عليـهـا      بنـحـيـبٍ مـــذ لـحـظـة الإفـتـتــاح
كـربــلاء تعيـشـهـا بـــوحَ وجـــدٍ      بـــعــــزاءٍ مـــجــــدّدٍ بـالــنــيــاح
وحسـيـنٌ لآخــر الـعـمـر شـجــوٌ      تتـغـنـاهُ فـــي رقـيــق الـصّـحــاح
فهنـيـئـا لـــك الحـسـيـن شـهـيــد      راجـح الحـب فـي سمـو الكـفـاح