فائقيات «4»
1 - طالب بالمدرسة وجد مبلغا من المال في ساحة المدرسة بالفسحة أثناء مناوبتي الأسبوعية وبسرعة أحضره لي قائلا:
أستاذ وجدت هذا المبلغ!
شكرته وصورته بكل إعجاب كقدوة.
2 - أمسكت بعربتي ذات الأغراض القليلة بانتظار دوري عند المحاسب في أحد مراكز التسوق القريبة، وفجأة طلب مني أحد الشباب أن أتقدم عليه بحجة أن حاجياتي قليلة، بينما هو عربته ممتلئة، ويخشى عليَّ من طول الإنتظار، اعتذرت عن عرضه لكني شكرته بكل إعجاب.
3 - عند تقاطعات أحد الشوارع كان الزحام على أشده، توقف أحد السائقين ليعطي أحقية المرور لغيره بكل أخلاقية وذوق، بينما سائق آخر يمشي يسارا ويمينا ويكاد أن يقاتل الآخرين للمرور!
4 - أحد الباعة المتجولين البسطاء الذين يبيعون الخضار وليس بيننا معرفة مسبقة قلت له أعتذر بشدة ليس في محفظتي مبلغا كافيا ثمنا للبطيخ، سوف آتيك لاحقا بعد أن أسحب النقود!
رفض بشدة وأدخل البطيخ السيارة ولما عدت له بالمبلغ لاحقا قال: ليش أنت مستعجل؟! الدنيا بخير يا أخي!
5 - عادة لا يتحسس من حديثكَ ومفردات كلامكَ إلا مُحبٌ لك بشدة أو كارهٌ لك بشدة!
6 - تذكرت كثيراً المقولة الشهيرة «أدب المرء خير من ذهبه» وأنا أطالع رد أحد أعضاء المجموعات الثقافية في الواتساب التي ضُمِمتُ لها منذ فترة، هذا العضو الذي يسبق لقب «الدكتور» اسمه الكريم ارسل خبرا مغلوطا ويشي بتوجهاته الفكرية المعينة عن ”إصابة أحد الشخصيات العربية بمرض خطير وسفره للعلاج واختفاءه!“
فأرسلت تصحيحا مهذبا للخبر مفاده بأن الشخصية العربية بخير وإنها حتى أمس تمارس حياتها الطبيعية، وألحقته برابط من صحيفة محلية لهذا البلد، وكان غرضي هو نقل الصورة الإعلامية الصحيحة والحقيقية، ولا دخل لها بتحزبات أو مشاعر عاطفية ملوثة بأفكار معينة.
المهم هذا الدكتور الراقي بدل أن يرسل شكره للتصحيح، كتب تعليقا ساخرا للخبر الذي أرسلته «تريقة بالمعنى العامي»..
بصراحة لست مستغربا لأن العلم لا يرتبط بالأخلاق بالضرورة، والأخلاق أيضا لا ترتبط بالضرورة بالعلم.
رحم الله أحمد شوقي حين قال:
وإذا أصيب القوم في أخلاقِهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا.
7 - سبحان الله
أحيانا يحدث تقارب روحي مع بشر مختلفين ثقافيا وفكريا، وتنافر روحي مع بشر متشابهين!
8 - المَحبة كَالألوان..
وأَمثَالنا لا يعيشونَ مِنْ دونِ حُبٍ أَبَداً...
9 - كل الصادقين يعطون بلا مقابل
ثم يأتيهم الخذلان بعد ذلك!
10 - التقيته اليوم بعد غياب فهو مدير مطعم أتردد عليه كثيرا لشوي السمك، فسألته أين أنت؟!
قال «بابتسامة لطيفة تعلو شفتيه»: أتعالج بالكيماوي دعواتك
قلت له: لابأس عليك فهو حميد
قال: لا ليس حميدا!
قلت له: بابتسامتك وعزيمتك وأقدار الله ستكون بخير إن شاء.
ودعته وهو يشغل نفسه بالعمل والأمل..