تأملات في «أشهد أن عليا ولي الله»
داخلتني عدة أسئلة عن هذه العبارة الشريفة صغتها عجلا كما يلي:
1-هل هذه العبارة كانت في الأذان أيام الرسول أم ابتدعها الشيعة كما يقول النواصب؟
2-ما معنى هذه العبارة الشريفة؟
3-ما يقول علماؤنا العظام في حكم هذه العبارة الشريفة؟
بعد البحث والتحري:
أولا:تاريخ العبارة:
وهنا تذكر كتب الأخبار حادثتين في عهد النبي
الأول
: دخل رجل على رسول الله
فقال:يا رسول الله ،سمعت أمرا لم أسمع به قبل هذا !
فقال :ما هو؟
قال الرجل:سلمان شهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة ،بالشهادة بالولاية لعلي !
فقال :سمعتم خيراً.
الثاني:
دخل رجل على رسول الله
فقال:يا رسول الله إن أبا ذر يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة ، الشهادة بالولاية ل
عليويقول:أشهد أن
عليا ولي الله !فقال :كذلك، أو نسيتم قولي يوم غدير خم ،من كنت مولاه ف
وفي رواية أن النبي قال لهم (أما سمعتم قولي في أبي ذر ،ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر).

وأتمنى ألا يأتي ناصبي فيتهم سلمان الفارسي ( المحمدي )- رضوان الله عليه -بالعمالة إلى إيران !!!
-
تصرف أبي ذر وسلمان صادر عن علم وإيمان ،ولذا وبخ رسول الله
المعارضين لذلك وصرح
بأن من لا يقبل فعليهما وقوليهما بالشهادة لعلي
،بأنه نكث ونقض بيعته للنبي
ولعلي
يوم غدير خم ذلك اليوم التاريخي الخطير.
ثانيا : رأي علمائنا العظام في العبارة الشريفة:
قبل أن أذكر رأي علمائنا ( دامت بركاتهم ) سأذكر بعض الروايات الشريفة التي أشارة لولاية علي :
1-
عن مولانا الصادق
أشهد أن لا إله إلا الله ثلاث مرات
أشهد أن محمدا رسول الله ثلاث مرات
أشهد أن
عليا أمير المؤمنين حقا ثلاث مرات2-
عن مولانا الصادق
3-
روى الشيخ الصدوق - رحمه الله - قائلا:حضر جماعة من العرب والعجم والقبط والحبشة عند رسول الله فقال لهم :
أأقررتم بشهادة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن
عليا بن أبي طالب أمير المؤمنين وولي الأمر بعدي ؟؟؟قالوا : اللهم نعم
فكرره ثلاثا وهم يشهدون على ذلك.
فقد تنوع بين من قال أنه ليس جزءا من الأذان بل يأتي به المؤذن أو المؤمن بنية رجاء المطلوبية، والبعض قال باستحبابه، والنادر قال بأنه جزء من الأذان كالسيد الراحل محمد مهدي الشيرازي قدست نفسه .
ولكن الأكثرية قالوا بأنه ليس جزءا من الأذان،طبعا- رفيقي القارئ- هذه التفصيلات هي في سياق صناعة الفقه وقد لا تشكل هاجسا لعامتنا .
معنى قول العلماء العظام أن (أشهد أن عليا ولي الله ) ليست جزءا من الأذان ولا الإقامة ،أي أنها لم تكن في عبارات وفصول الأذان الذي جاء به ص بعد حادثة الإسراء والمعراج.وإليك الآن نماذج من أقوال علمائنا الأفاخم:
1-قال
السيد محسن الحكيم –عطر الله تربته-(بل ذلك في هذه الأعصار معدود من شعائر الإيمان ،ورمز إلى التشيع ،فيكون من هذه الجهة راجحا شرعا).
2-
السيد الخوئي – قدس الله نفسه -:(ولكن ما يهون الخطب ،أننا في
غنىً عن ورود النص ،أن لا شبهة في رجحان الشهادة الثالثة في نفسها ،بعد أن كانت الولاية من متممات الرسالة ،ومقومات الإيمان ،زمن كمال الدين بمقتضى قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم ..)،بل من الخمس التي بني عليها الإسلام ،ولاسيما وقد أصبحت في هذه الأعصار من أجل ِّأنحاء الشعائر،وأبرز رموز التشيع ،وشعائر الفرقة الناجية ،فهي إذن أمر مرغوب فيه شرعا ،راجحا قطعا في الأذان وغيره ).3-
الميرزا جواد التبريزي – نور الله ضريحه-:(بسمه تعالى ،الشهادة الثالثة في الأذان ،صارت شعارا للشيعة ،ويجب حفظ شعار الشيعة لتبليغ الأمر بالوصاية للناس ،خصوصا في هذا الزمان حيث كثرت الهجمات ضد عقائد الشيعة من مخالفيهم ،والشهادة ل
علي ع بالولاية ليست جزءا من الأذان ، ولا من الإقامة ،إنما هي تبليغ للوصية بعد النبي ،كما أن الشهادة بالرسالة تبليغ للرسالة...).4-
السيد محمد تقي المدرسي-دامت ظله الوارف-:(أما الشهادة لعلي بالولاية وإمرة المؤمنين أي (أشهد أن
عبارة الفقهاء العظام (
مكمل للرسالة )؟هذه العبارة - رفيقي القارئ - اشتقها العلماء من الآية المباركة (اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فلا تكتمل رسالة النبي



وهذا ما تيقنه المسلمون في حياة
الرسول الأكرم


ثالثا:معنى *أشهد أن
عليا ولي الله**أمير المؤمنين حجة الله*هي اعتراف من القائل أو المؤذن بالولاية والإمرة والسيادة والقدوة والكمال والحجة ل
علي



،وأتذكر أن أحد البدو ستيني العمر، في شهر رمضان هذا كنت أتكلم معه عن الإيمان ثم ذكرت له حديثا لمولانا
علي

-
كنت أسمع الأذان ذات يوم فسألني عقلي قائلا :
ما معنى علي على الحق ؟
فقال له قلبي: يعني علي هو الدليل والعلامة على الحق والصواب وهو ثابت على نهج الرسول
، ولذا صار حجة لله على الخلائق .
ذكر العلماء – دامت بركاتهم - لهذه الكلمة ثلاث معانٍ أسردها بإيجاز:
أ-
المعلم والمربي : فأمير كالفعل المضارع أكتب ،بمعنى أنه يغذي المؤمنين بالعلم لأنه



ب-
الأمارة والعلامة: فحب علي والاقتداء بأفكاره وأفعاله علامة للإيمان بالرسول




ج-
القائد والإمام : قال نبينا






طبعا جاءت شركات الكذب والاختلاس والسوق السوداء ونسبتها لغيره ،فوزعوا ألقابه كما توزع كوبونات التسوق!!!
-
مما يستفاد من الروايات الشريفة وأقوال علمائنا العظام ما يلي:
1-أنها شعار للطائفة المحقة * الجعفرية * الاثني عشرية*.
2-أن إشهارها في الأذان يلفت نظر عموم المسلمين لمنهج
علي

3-عبارة (
ولي الله ) مقتبسة من الآيات الشريفة النازلة في علي
4-أن هذه الشهادة فيها رد وفضح للدعايات الكاذبة ضد شيعة
علي


5- أن الأذان أسهل وأقوى وسيلة للدفاع عن الله ورسوله في ولاية

6- ليس كل ما لم يكن واجبا في الدين فنحن في غنى عنه ونقول بتركه ،وإلا لذهبت كثير من معالم الدين فالأذان نفسه هو من المستحبات ،إلا أنه
شعار للمسلمين و به يتمايزون عن بقية الأديان حتى وقتنا الحاضر ولا يمكن تركه ،ومن هنا فالشهادة لعلي



فمازالوا يقتلون ويفجرون ، ويستهزأ بهم وينفوا من بلادهم ،ويحاربون في الإعلام ، وتتهم عقائدهم بالكفر والزندقة وتصدر فتاوى في التشجيع على قتلهم ،وإذا كان
معاوية قد أوقف 70،000ألف منبر لسب علي

نحن أبناء 2012 كنا نقاتل في حرب الجمل مع إمامنا علي !
-
أنه ع عندما انتصر على أصحاب الجمل ،وقد قال له بعض أصحابه:وددت أن أخي فلان كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك.
فقال له :أهوى أخيك معنا ؟
فقال :نعم.
قال :فقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء،سيرعف بهم الزمان،ويقوى بهم الإيمان!
إضاءة:
إذن يا إخواني لابد أن نثبت على نهج علي في الأزمات السياسية والدينية والثقافية عبر العلم واتباع المراجع العظام ، فلا نميل إلى المغفلين أو المنافقين أو النواصب بحجة أو بأخرى (فتزل قدم بعد ثبوتها)
وكل عيد غدير خم وأنتم بخير *علي المعجزة الكبرى لرسول الله * بايعناك يا علي ،