للراشدين فقط ( 18+ )

 

العديد من الناس لديهم مشاكل في علاقاتهم الزوجية لسبب أو لآخر ، وقد تزداد هذه العلاقة سوءاً إذا لم تتم المكاشفة بشأنها مع شريك الحياة ، لأن الإضطرابات بشكل عام تؤثر على العلاقات بما فيها المعاشرة الزوجية ، وفي بعض الأحيان يكون التعبير الجسدي عن الحب هو آخر خسارة يمكن أن نعاني منها ، والشيء المؤكد أن السبب وراء المشكلة لن يختفي مهما أغمضنا عيوننا عنه .  

 قد يصبح أحدنا عاجزا أو يفقد الرغبة في هذه العلاقة ، وقد نخاف من فقد السيطرة على أنفسنا أو نفقد الثقة في شريك الحياة " لا سمح الله " ، كما قد نبتعد عاطفياً عنه ، أو نكون غير راضين عن ممارسة المعاشرة الزوجية معه ، وقد يكون ذلك ثورة عليه أو لا يتم الوفاء بإحتياجاتنا وذلك لأننا لا نطلبها لإعتقادنا بأن الشريك يجب أن يجيد قراءة أفكارنا دون أن نحرك بنت شفه !! وربما إذا كنا نشعر بالغضب قبل العلاقة قد نشعر بالغضب بعدها لأننا إعتمدنا المعاشرة مخرجاً للمشكلة وهذا بحد ذاته لب المشكلة حيث إننا سنشعر بالرضا المؤقت بينما المشكلة تكبر في داخلنا لأننا لم نحرك ساكناً بشأنها ، وإذا كنا لا نرغب في هذه العلاقة فسوف نرفض وسيعتبر الشريك أن ذلك مؤشراً على تبدل في عاطفتنا تجاهه مما يؤدي إلى زيادة الطين بله في أحيانٍ كثيرة ، وتسير الأمور نحو التعقيد . 

 في بعض الأحيان ، ووفقاً لمستوى الفهم بين الشريكين وطبيعتهما التكوينية قد تكون العلاقة الحميمية بينهما هي الحل الوحيد لإنقاذ حياة زوجية كانت على وشك الإنهيار ، أو قد يعتمدها البعض كطريقة مُثلى للصلح بعد الشجار لأن التحدث ينقي الأجواء ، أمّا هذه العلاقة السحرية فتجعل الأمور أفضل كثيراً ، بل في بعض الأحيان لا يصبح للحديث أي تأثير في تنقية الأجواء الملبدة بالغيوم ولكنه قد يتسبب في العكس وبالتالي لا تصبح هذه العلاقة هي ما يجعل الأمور أفضل ، بل قد تجعلها أسوأ لأنها تتم في إغلاق .  

بالنسبة للبعض الآخر قد تصبح هذه العلاقة تصرفاً يمده بالرضا والإشباع العاطفي مثل أي تصرف يقوم به تلقائياً، وقد تصبح لدى البعض الآخر إسلوباً للإهانة في غياب التوافق بين الشريكين ، أو قد تكون شيئاً آخر غير مفيد يجعل البعض يشعر بالحرج أو بالذنب عطفاً على النمط التربوي الذي خضع له في مسار نموه العاطفي والبيولوجي ، ومنظومة القيم التي نشأ عليها لا سيما عند حديثي العهد بالزواج .

قد يحاول البعض – لا قدّر الله - الهروب من هذه المشكلة بطرق خاطئة ، ويتم ذلك في مرحلة الإنكار عندما تميل السلوكيات الإضطرارية إلى التواجد ، وليس من المفيد البته لأحد اللجوء إلى هذا المستنقع ، أو الإستمرار فيه لأن عواقبه وخيمة ، بل من المنطق والحكمة مواجهة مشاكلنا وحلها بطرق آمنة ومتكافئة ، وأن نعمل إلى مسامحة أنفسنا والتوقف عن إيذائها تحت أي مبرر كان . كما قد يستسلم البعض لمفاتيح الغضب ويرى ان هذه العلاقة ليست مهمة ما دامت تجرح كبرياءه كما يعتقد . إنها بالتأكيد ليست أهم ما في الحياة ولكنها جزء مهم في حياة كل منا بصفتها أحد أهم طقوس التعبير عن الحب ( بين الزوجين ) .

أعتقد إن هذه العلاقة " العبادية " تمثل قوة ومصدراً هائلاً للإلهام إذا أحسنا إدارتها ، ويمكننا أن نهتم بأنفسنا إذا لم تكن هذه العلاقة تسير كما نرغب . فنحن مسئولون عن سلوكياتنا وعن استمتاعنا بها أو حرمان أنفسنا و شريكنا منها ، كما يمكننا أن نسأل أنفسنا عمّا تبدو عليه هذه العلاقة في حياتنا ليتسنى لنا تطويرها بالصورة التي تحقق النصر العام لطرفيها بعيداً عن الأنانية المقيتة . عذراً في إحترام ، ولكم مودتي .

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية