الديدان البشرية .. حفلة إبداع !!

في كل تجمع إنساني تصادف هناك من يجد الرعاية والإهتمام أكثر من سواه لسبب أو لآخر ، فأحياناً يكون السبب الذي يقف وراء ذلك الإهتمام الإستثنائي هو النسب والقُربى  وصلة الرحم ، وأحياناً يكون هو الصداقة ، وفي آحيان أُخرى يكون السبب هو الشللية ، وقد يكون تبادل المصالح هو الذي يقف بثقة وكبرياء وراء تلك " الحظوة " التي ينعم بها بعض الأفراد عن سواهم في هذه الحاضنة الإجتماعية أو تلك ، وفي بعض الأوقات تفتش عن السبب في جميع الإتجاهات فتعجز عن إيجاد تفسير لتلك الظاهرة !! وهنا ربما تتهم نفسك بالغباء وعدم الفطنة ، والحاجة إلى الكثير من الذكاء الإجتماعي لتستوعب ما يدور من حولك .
 
إنك تعمل بكل جدٍ واجتهاد ، والكل يعترف بكفاءتك وحرفيتك " إلاّ من في نفسه مرض " وأغلب من حولك يُشيد بنشاطك ويعتمد على فاعليتك في تحقيق الأهداف المرسومة في الخطة الإستراتيجية لحاضنتك الإجتماعية ، وعندما تحين ساعة الصفر في أي مشروع لا يجدون أمامهم سواك ومن يماثلك للقيام بتنفيذ " خطة إنقاذ عاجلة " تحفظ لهم ماء وجههم أمام أصحاب الشأن فلا تتردد في التشمير عن ساعدك ، وإستجماع كل قواك ، وتسخير حتى الإحتياطي من معارفك وقدراتك ومهاراتك لتدخل في سباق مع الزمن من أجل تحقيق الهدف المنشود ما استطعت لذلك سبيلا ، بل ومن اجل أن تكون في الصورة التي ترضاها لنفسك ، تواصل العمل ليلاً ونهاراً بكل طاقتك مع فريق العمل الذي ينضوي تحت كتيبتك دون عابئ بمكافأة ولا متعطش لثناء ، ولا حالم بترقية ، إنما كل ما ترنوا إليه هو الشعور بالرضا لا غير من نفسك بعد خالقك !!
    
يبادر أحدهم للتعاطف معك ليهوِّن عليك ما تعانيه من جفاء ، وبخسٍ للحقوق  واستنزاف للطاقة والجهد ، لأنه يلحظ بأنك تمثِّلُ جسراً يمرُّ من خلاله الآخرون " بأقدامهم المُترفة " ليبلغوا أهدافهم المنتظِرة ، فتحجم عن التفاعل معه ، وتميلُ بوجهك عنه لا خوفاً منه بل من فرط حذرك ممن حولك ، فالبرغم من إيمانك بما يقولْ إلاّ أنك تفضل الصمت على الكلام لتقليل نسبة خسائرك وتيقُّنك من النظام الطبيعي للحياة ، وإيمانك بأن بعض الشيء خيرٌ من لا شيء ، وأنت كما أنت ترضى بالقليل مُستعيضاً بالشكر العفوي والتقدير الذاتي لتسير الأمور على خير .
 
إن كنت كذلك – يا عزيزي - فلا تيأس من روح الله ، لأنك المعطاءُ والإستثناء ، فكل الذين تسلقوا على أكتاف الآخرين ليصلوا إلى أهدافهم لم يحصدوا إلاّ مكانة زائفة ، وأزمة زاحفة وتبخروا عند أول حرارة موقف جدي صادفهم . هربوا بما إغتصبوا في هناء فتلاشت ذكراهم وأصبحوا في طي النسيان ، ولم يتبقى منهم سوى آلاماً تركوها متغلغة في نفوس ضحاياهم – إن صحّ التعبير - فإن استحسنت إسلوبهم فستحصد ما حصدوا ، وستُخلِّف ما خلّفوا ، وهذا ما لا ترتضيه لنفسك على ما أعتقد في تفكيرك الواعي . أليس كذلك ؟ أم أن لك رأيٌ آخر يفتح باباً للجدل أعتقد أنك في غنى عنه ؟ تحياتي .       
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
فائق المرهون
[ القطيف - ام الحمام ]: 4 / 11 / 2010م - 5:25 م
الأستاذ المتنور / ابراهيم _ وفقه الله
موضوعك اليوم جد خطير , وتكمن أهميته في أنه يضع صورة اجتماعية موجودة في كل زوايا حياتنا اليومية , عدا إن هذه الصورة المعتمة تملأ أركان الواقع السياسي والإقتصادي العالمي , ولعل تسمية ( الفساد ) والتي نشرت _ أخيرا _ قائمة بأكثر الدول والمجتمعات تقدما فيه خير تسمية لهذه الحاضنة , وكالعادة طبعا , دول العالم الثالث خصوصا العربي منها في المرتبة المتقدمة !!.
كم هو ضروري جدا أن يطرح خبراء علم الإجتماع وذوي الإختصاص في الحقول الأخرى هذة الظاهرة السلبية , وهل لها جانب نفسي أم مادي فقط ؟
ذاك بحرك ياربان , فأنت لها .....
شملتك الأفراح .
2
براهيم بن علي الشيخ
5 / 11 / 2010م - 12:11 م
أخي الحبيب الأستاذ : فائق المرهون
كما أخبرتك سابقاً فإنك بمداخلتك تضيف أبعاداً ترسخ لما يهدف الكاتب لتبيانه ، فإذا بك تضيء الزوايا التي أهملها الإهتمام . فما أروعك . تحياتي
إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية