في حضرة اليقين
سَلِ العين من دمعها ما بقي
مُسالاً على قَلبك المُشفِقِ
على ذلك الوَجد حِين العُتاة
تناهَبَت الوَحي لم تَتَّقي
فَشَنَّت بأرذال ذاك الزمان
وكل زمان بهم مُنتَقِي
وظنوا على وقع حد الصفيح
يسودُ البَغي بقَتلِ التَقِي
فما حَسبُهُم بهزيم السماء
إذا كان بالأرض ما لا يقي
كأن تَناهُبَ إِرثِ السماء
رَهنُ لإفكِ البَغي الشَّقي
فَواللهِ مازالَ مُذ يَومِ حِيكَ
نقياً به الرجسُ لَم يَعلَقِ
هنالك حيث يجوز الطريق
إلى حيثُ لا يرتقي مُرتقِي
فجاوزت بالعشق حد النفوس
وجوهرُكَ الصَّلد لم يُرهَقِ
فيا واقفا حيث حُم القضاء
وإلا لما قد لقي ما لقي
سلامٌ إلى حيثُ تَرنو القُلوب
وحيثُ حشودُ الهوى تَلتَقي
إلى حيثُ صلى غدير الدموع
وأجهش بالصدر حزن نقي
سلامٌ يشد ضُلوع اليقينِ
بالله منك على ما بَقي
تلفَّع بالغيبِ حتى استراح
قلبٌ سوى الله لم يَعشَقِ
ويا ساقي الروح عذب النمير
قضى قرب نهر ظماً ما سُقي
وإكسير خُلد يعيد الرميم
إلى دوحة العشقِ أنى رُقي
فشاؤوا وشئت فكان القضاء
ولله في خلقه ما بقي
بَقِيتَ وبادوا وذاك دليلُ
انحسارُ الحدودِ عن المطلَقِ
فَمِن سائلٍ كيف تسمو النفوسُ
وآخَرَ في الهول مستَغرقِ
عَظُمت فأُصغِرَت الحادثات
كأن ردى الموت لم يُخلَقِ
كأن لم يزرك رسول الحِمامِ
وكنت على بابه المُتئَقِ
تعاليت بالله فوق المَعالي
وأخسِرَ ذي العقلِ والمنطِقِ
أبا البذل والشُّحُ عم النفوس
فأعطيت لله لم تنتقي
ففزت وحق هناك المفاز
وحق لذي سعةٍ مُنفِقِ
أفي الله شك وأنت اليقين
أشاد بك الله ديناً بَقي
منصور يحيى
20/02/1446
24/08/2024