مشهد الطروبة

”في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا

المقطوعة الأولى/ أنا والرضا

عطاشا والحياة غدت رتيبةْ * وما إلاَّك بابٌ يا طبيبةْ

حجازياً شدا شوق الشفاه * فطعم سناك عثا بنا لهيبهْ

تنفَّسْتُ الروايةَ عن يديكَ * ملئتَ الصدر عطفاً يا رحيبةْ

إليك تسير دورٌ بل نجومٌ * فطوسٌ قد حظت نفساً رهيبةْ

على البعد العميق دنتْ كفوفٌ * تُربِّتُ فوق قلبي يا نجيبهْ

تناء القرب والنئي اشتكته * حروف الوصل، ما انْكشفتْ لغوبهْ

أنا الألواح في بحر الكلام * تلاطم في صبابته المهيبةْ

مبعثرةٌ دفاتر وجنتايَ * وحبر العين يعزف ما يريبه

ونبض الفكر يمشي نحو عطرٍ * تسامى عن حذاقتيَ المصيبةْ

وروحي أنقذت جسد القصيدِ * فحلَّق دعبلٌ يروي حبيبةْ

المقطوعة الثانية/ الرضا وطيبة

وصوت مدينة المحبوب دوَّى * بعيني.. كم أسال جوىً نحيبهْ

رجعتُ لساعةٍ كنت البزوغَ * بحضن دقائقٍ نسجتْ عُذوبهْ

فنجمةُ أطلقت بك يا بن طه * سمت أصلاً.. غدتْ غيماً سكيبةْ

بها الخيرات كالماء الحجازيْ * تُمَسِّكُ بالرؤوف تزفُّ طِيبةْ

وموسى الكاظم ارتعشت يداه * بحمدٍ قد أناف بك العجيبةْ

ولمَّا أشخص المأمون جسماً * بقتْ أرض المدينة بالكئيبةْ

ولليوم النفوس تطوف نخلاً * أنيساً.. خلق الروح الأريبةْ

أتتك ولاية العهد الرخيص * تريد ملمِّعاً.. هادٍ ربيبهْ

فزِنتَ خلافةً ونشرتَ علماً * وسلطاناً بقيتَ.. حدى خبيبةْ

فمشهد ها هي المختال خطوٌ * لها، بين البلاد غدت طروبةْ