من تفحيط إلى جريمة قتل
لم يكن الشاب شكري صالح الرضوان ببلدة أم الحمام يتوقع أن تأتيه طعنة غادرة استقرت في قلبه لتودي بحياته لاحقاً، بعد أن حاول الشاب المرحوم منع أحد المفحطين من التفحيط وإزعاج أهالي تلك البلدة الصغيرة.
جريمة بشعة تمثلت في قتل نفس بغير حق ولن يستطع أحد تبرير ذلك الفعل المشين ولن يكون هناك عذراً لكل من يشجع التجمهر والتفرج لغرض التفحيط في الأحياء السكنية وذلك لسبب أنهم يقتلون من بني جلدتهم بافعالهم المتهورة.
أتت تلك الحادثة التي فجعنا بها بعد ايام قليلة على ذكرى مصاب الإمام الحسين ، التي عادة ما نتعلم منها دروساً من منابر العلماء ومجالس الخطباء ليستذكروا لنا تلك القصص الهادفة لنأخذ منها العبر وليستعرضوا مسيرة الإمام الحسين لنكون معه في رفض الضيم والظلم، والشهامة والشجاعة، والتنفر من الأخلاق الدنيئة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستذكار الكثير من الدروس والعبر.
وبالنتيجة هناك من استفاد من تلك الدروس وأطلق مشاريعه الإجتماعية والتطوعية ومنها على سبيل المثال حملة " القطيف طاهرة" وحملة "بادر" الأخيرة التي تستهدف نبذ مظاهر العنف المسلح والسلب وغيرها والنهوض بحس المسئولية الاجتماعية والدينية بالمنطقة.
صدقوني إن ما أقدم عليه الجاني لا يمكن قبوله بين مجتمعنا ولا يستطيع أحد تبرير فعلته الدنيئة تلك، وليرى كل من يقوم بتلك الأفعال ويشجعها كيف أوصلت الجاني إلى حد القتل، فمن ذنب صغير كان فرحاً به إلى تساهل في زهق ارواح الآخرين عبر اعتدائه على المرحوم بآلته الحادة ليودي بحياته كما حصل، أو بالاستعراض أمام الناس مخاطراً بحياته وحياة الآخرين مستخدماً سيارته للتفحيط في الأحياء السكنية لترويع الأطفال وإزعاج الأهالي بقيادة متهورة لسيارة أشبه ماتكون أداة أخرى لأذى الآخرين والفتك بأرواحهم.
إن كان يعتقد الجاني أن الاستخفاف بأرواح الآخرين "مهارة وتفنن" فليسأل نفسه " ماذا لو فجع بفقد أخيه أو أبيه أو ابنه، ولنفس السبب؟! ماهو شعورك الآن وأنت قد رملت إمرأة ويتّمت أطفالاً وثكلت أهلاً، اقولها وأعتقد جازماً أن أهله وأعزائه لن يسامحوه مدى الدهر.
يؤسفني أن أرى هذه الأفعال تنتشر بين مجتمعاتنا ونحن نقتدي برسول الله وآل بيته رغم المبادرات التي يتم طرحها ويتم تفعيلها ويؤيدها ثلة من الشباب المتطوعين وخطباء مجالس العزاء، وللأسف نرى تلك الأفعال السيئة قد تفشت في مجتمعنا وتتكرر يومياً أمام أعيننا التي غالبا ما نغمضها ونغض الطرف عنها أحياناً أخرى.