قبل أن يقع الفأس على الرأس!

أخواتي النساء، وأشير بأناملي إلي المراهقات بالذات!، هذه نصيحة أردت أن أضرب بها أوتاداً بخيمة عقلك إنك بوسط أصحاب عقول ذكية إلكترونياً، فلا تغفلي، وكوني فطنة في هذا الزمان الخطر! فأي خطأ منك ستدفعين ثمنه غالياً.

لنضرب مثلاً عن الفضائح كي يتعظ العاقلون، ويصحى النائمون، فقد تفاجأ الأب المشغول بجمع الأموال، وهجره لأبنائه وانشغاله بملذات الحياة، إن أحدى بناته وقعت تحت التهديد والابتزاز من قبل مراهق كذب عليها أنه غني جداً، ويهوى تصوير الأجساد، فدخل عليها عن طريق الدردشة بالفيس بوك، فأخبرها إنه سيعطيها ما لم تحلم به مقابل تصوير أجزاء من جسدها إن وافقت، ولا حاجة لأن تظهر وجهها أو الجزء العلوي منها، فأغواها الشيطان وأعتراها، فسقطت تلك الفتاة الساذجة بشباكه، وأعطته رقم جوالها بعد إلحاح منه، ثم سجلها عن طريق كاميرا الكمبيوتر، فتم تسجيل الفيديو في حالة غباء وجهل من الفتاة، وبغفلة وسبات من الأم والأب، اللذان أهملا أبنائهم بغرفهم حتى الفجر دون زيارتهم أو معرفة شؤونهم وأحوالهم.

وفي يوم ما تفاجأت الفتاة إن صاحبها الشيطان قلب عليها الطاولة، وطلب منها مبلغ خيالي من المال، وأن عليها أن تخبر والدها أن يسدد، وقال لها: لقد عرفت أسمك من برنامج أظهار الأسماء، وعرفت عنوانك الذي أخبرتني عنه كي أضع أمام عتبته كيس المال، وها أنا أعرض عليك بضاعتي، فإن لم تضعي أنت النقود، أنا من سينشر الفيديو باليوتيوب والواتساب، وأكتب عليه أسمك كاملاً ومن أي منطقة أنت، والدليل العلامات التي ظهرت بجسدك من كذا وكذا، وستصبحي مادة رخيصة يتداولها الناس بجوالاتهم.

فضائح كثيرة يندى لها الجبين تصلكم بالجوال كل يوم، ومآسي بهذه الحياة ذكرها يوجع القلب ويذرف لها الدمع دماً، فكم من أب وأم صدما وفقدا حياتهما، وكم من أسرة تلثمت من قضايا الخزي والعار بسبب أخطاء من صاحبها، لكن! نتمنى فقط أن ننجح بتذكيركم من الغـفلة، ولنضع أسفلها خط أحمر، ولندق الجرس المعطل بعقولكم، فالحياة عبرة وعظة لمن أعتبر.

روائي وباحث اجتماعي