ميزة الحياة

تبدأ عقارب الساعة بالمرور حول ارقام تعني لنا الكثير ففي كل لحظة نعيش تفاصيلها، هي حياة تتجدد كل يوم مع اشراقة شمس الصباح تنتهي بغروب جميل ينتظرنا لنبعث الطمأنينة مع هدوءه الجاذب لزوايا قلوبنا وارواحنا.

فكل يوم في حياتنا هو ثروة حقيقية لا تعوض، كما الساعة التي تمضي لن تعود والايام التي ذهبت اصبحت في طي النسيان الا من ذكريات باقية نسنرجعها مع كل موقف مشابه.

وميزة الحياة التي نعيشها ان عقاربها تمشي الى الامام فقط فهذه سنة الحياة التي خلقها الله سبحانه وتعالى ولن تعود مهما حاولنا ان نسترجع الوقت والمكان سنبقى في حاضرنا ننتظر مستقبل لا نعرف خباياه، لنتخيل لو العمر يعود الى الوراء ماذا سيحدث سنكرر نفس الاحداث وسنتوقف ونقابل نفس الاشخاص، وسنكرر الاخطاء نفسها، وسنمنع انفسنا ايضا من اكتشاف الجديد وبتجارب جديدة.

الكثير يتمنى مرات ومرات ان تعود عقارب الساعة الى الوراء ولكن لو حصل هذا لتمنينا ان نرجع الى عالمنا الذي نعيشه الان، ولان الكثير من الاشياء الافضل ان لا تعود وجمالها في زمانها ومكانها، لاننا سنخسر ايضا الكثير من ذكرياتنا الجميلة، وهذه حكمة الهية ان مسار الزمن واحد ولا عودة فيه للماضي، فبحاضرنا نعيش المستقبل وان لا نكون اسرى للماضي بل نصنع حاضر مشرق لنا ونخطط لمستقبل بهي،

علينا ان نعي قيمة الحياة وميزتها وان نكتشف تفاهة التفاصيل للتجاوز عنها وان ندرك ان للحياة قيمة اعلى واسمى من ذلك، لنكتشف قيمة جوهر الحياة، وان نطبق ما ننطقه شفهيا ان الحياة غالية وان لا يجب ان نفرط في لحظاتها وان نعي معنى اللحظة وقيمة الاشياء المعنوية المهمة في الحياة، العمر غال وايامه مهما كانت معدودة اقصر من ان نضيعه في متاهات هامشية، او في معارك وهمية مع الاخر.

علينا ان نعيش حياتنا بقناعاتنا وان نتصالح مع انفسنا، والعمر ليس ارقام نحسبها بل هي ايام نعيشها بقراراتنا التي ستضيف الفرح لنا، علينا الا نركض في اتجاه واحد، ولا نرى الطرقات الاخرى وندرك بعد مضي السنوات ومتأخرا اننا نسينا ان نضع الأولويات في حياتنا وشغلتنا غاية واحدة اعمتنا عن باقي الأشياء الأخرى.

اذن القيمة الحقيقية للوقت هي ان نقضيه مع من يستحق، والمعنى الحقيقي للحياة ان تكون غنية بالقيم والمبادئ، وان يترجم ذلك الى واقع حياتك وفي عطاؤك لاسرتك ومن يمنحك الحب، وان تؤمن ان الله سبحانه وتعالى رسم لنا حياتنا مسبقا.

فاستمتع بحياتك وتقبل واقعك وخذ اسمى التجارب من الماضي ولتكن حاضرة لدعمك لا لتبقى اسيرا لماضيك، والتفاؤل بامل مشرق لغد ينتظر منا الكثير الكثير لنبني الفرح في زوايا القلوب، فميزة الحياة هي وجودنا فيها لنبني بناء يرتقي بالانسانية.