الرؤيا المشرقة

ابدأ يومك بابتسامة رضا وقبول وبحس انساني تجاه كل من يقابلك، فالحياة جميلة، انثر باناملك الناعمة الفرح في طريقك وعلى مدى خطواتك واتساعها البعيد، تجاوز عن الصغائر فهي لا تستحق منك التوقف، فالوقوف عندها اهدار للطاقة والوقت، ولا تنصت لاي فرد يريد ازعاجك بكلمة او موقف، مثل هؤلاء عابرون في الطريق، وينتهي بهم المطاف الى النسيان فتفنن في نساينهم بروح ايجابية، ثقة وارادة صلبة لا تحيد عن القيم والمبادئ الأنسانية.

وما اروع ان تمد ناظريك للأفق البعيد، حيث الخير والنور تحت ظل خالق هذا الكون سبحانه وتعالى، اؤمن بالفرح وانه واقعا كل يوم فالايمان به يتحول الى حقيقة تلامس قلبك الذي ينتظر تلك اللحظات بشوق، لانك انت من تقرر سعادتك بنفسك، نظرتك، او افعالك، ولا تنتظرها من الاخرين بل اصنعها باصرار وروية، طرز قلبك بالتسامح مع الاخرين، فالتسامح علاج ناجح ووصفة انسانية لكثير من المشاكل وبدون ان تجلد ذاتك على حسابهم، بل اجعله خطوة مضيئة في حياتك وغذيها بالتفاؤل بطمأنية وهدوء لروحك التي تنتظر الفرح في كساء الجمال.

اجعل حياتك بسيطة، بتعاملك مع الاخرين، ومتطلباتك السهلة التي لا تعيق دورك في الحياة، ولا تتكبد بها جهود مادية او معنوية، وحتى لا تتحول الى كائن شره تشغله المادة وتغريه المظاهر التي لا روح فيها، ولا حياة، مظاهر خادعة، كاذبة، وسعادتها لحظات لا غير، لا تكن ممن يعتقد ان استحواذه على مزيد من الاشياء تسعده اكثر وهذا غير صحيح، ولو كان صحيح لما رأينا او سمعنا اغنى الأغنياء يطلبزن ويسعون للسعادة بابسط الأمور، ولا تهرب من واقعك لواقع مختلف، بل اصنع لمسات جميلة وزين بها اوقاتك وجملها ببساطة صنعك مع من تحب ويستحقون المحبة.

التفت بود القلب للأشخاص الذين يهبوك اوقات السعادة، بحبهم وتضحياتهم، هم من يجب ان تكون معهم بروحك وقلبك، وان تحسن معاملتهم، وتعطيهم من وقتك الكثير، ولا تلفت بعنقك الى البعيد، وتجري خلف اشخاص يتبعون المصلحة الشخصية لا غير بكثرة مجاملاتهم، ونرجسيتهم لذاتهم، تيقن ان هؤلاء سراب وانت تركض خلفهم اعتقاد منك بأن ضفة شواطئهم اكثر جمال، وتنسى ان ضفتك هي الأنقى، والأروع، بل والأجمل، بها تشعر بسلام قلبك وبأمان روحك وهذا هو المطلوب لسعادتك.

فلا تنسى من حولك احبتك الحقيقيين، من خلال الركض المتواصل خلف اشخاص وهميين، بعدها ستعيش الغربة حتى مع نفسك، وتصبح الحياة بوجه جامد وببرودة مشاعر، خالية من تضاريس الحب وأنهار العطاء، لتكتشف بعد فوات الاوان الاوهام الحقيقية لمسارك، اذن جمالية الحياة ليست في امتلاك الأشياء المادية اوبتواصل ومجاملات تفتقد رقة وجاذبية الروح الأنسانية، بل بالرقي والرضا والقناعة بما تملك وان كان بسيط، بأنفاس من تحب وظلالهم المشرقة لك كل يوم، بالبعد عن الانتهازيين الذين يستغلون طاقاتك لمصالحهم الشخصية فقط، ومتى ما وجدوا غيرك، او شعروا بتحول افكارك ونور قيمك تركوك، يريدون منك ان تكون جزء منهم لا تنفصل تؤمن بافكارهم، وبما يعملون، وان لم تكن مقتنع بذلك.

اجعل لحياتك معنى جميل، ببصمة مشرقة بافكارك وقيمك، وما تؤمن به، واستمتع بكل فصول الحياة بعيد عن من يريد منك ان تكون نسخة مكررة منه، فالمتعة في الطريق ولكن الوصول سيكون اجمل واجمل مع «الرؤيا المشرقة»