ضوء التسامح

بقدر ما جعلوا التسامح مسار لحديثهم وافعالهم ارتقوا باخلاقهم، في المدينة التي اقيم فيها بامريكا ومثلها مئات المدن عدة اديان مختلفة الشعائر نراهم في مدارس ابناؤنا في الكليات.. الجامعات.. اماكن العمل.. نرى ابتسامتهم المشرقة لبعضهم البعض تحياتهم الحميمية وكأنهم من دين واحد وشعيرة توحدهم.

ثقافة التسامح والعيش باحترام تقربهم من انفسهم وتقدير لذاتهم اولا.. لذلك هؤلاء يسعون للعيش بفرح وبلا هموم تهرم وتهدم مجتمعهم.. فهم عرفوا كيف يبنون ذلك المجتمع من خلال لغة التسامح والتعايش الانساني فالفرد لن يستطيع العيش بمفرده طبيعة وفطرة الانسان العيش جماعي بالتواصل المثمر لحياة يكسوها اخضرار المحبة وورود السلام..

في صف ابني عدة ديانات وعلى الجميع احترام بعضهم البعض جزء مهم لحياتهم يتعلموه منذ الصغر عليك ان تحترم من يختلف معك وتعيش معه بتسامح وبنبضات الحب.. الرائع ان الجميع يحتفلون باعيادهم الدينية المسلم.. المسيحي.. اليهودي.. البوذي وغيرها من الأديان..

والأروع ان يكون تقويم المدرسة السنوي يحتوي على تاريخ اعياد كل الأديان بصمة مهمة تبقى في ذات كل فرد ليفتخر بدينه ويشعر باهميته وبالتالي محترم من الجميع وعليه احترام الباقين.. اذن التسامح يحتاج فقط الى فكر واعي لأهمية الوصول الى مكان يحتوي الجميع ووطن يزرع فيه الجميع بذور الألفة والتسامح بتعايش والحصاد مزيد من المحبة والسلام.. فالتسامح وسيلة راقية لتنقية النفس وتزكيتها والشعور بالأطمئنان الروحي..

فعندما نتسامح نغلق ابواب الحقد الكره والأنتقام.. التسامح دليل قوة للمجتمع وثقة في قدرات افراده.. التسامح فن وعلينا ان نتعلمه باسلوب حياتنا اليومية مع الأخرين لفظا وفعل.. وهو ابسط الطرق لجعل ايامنا سعيدة.. وبالتسامح يجعلنا نستوعب الاختلاف الفكري.. العقائدي.. واهمها المذهبي.. وننظر دائما للنور الذي يجمعنا كالشمس التي يراها الجميع بلا استثناء..

والقمر الذي يطل علينا فتراه ايضا اعين الجميع.. علينا ان نتقبل تباين الرؤى والواثقون من انفسهم هم الذين يتقبلون هذا التنوع في الحياة ويحترمون الأخر حتى لو لم يتفقوا معه.. انه الضوء الذي ينسجه نور التسامح في المحيط المظلم..

التسامح حياة وغاية للعيش بانفاس تسعى للأجمل بعبق لمسات التسامح تنثر بذور التواصل بفن ابجديات عيش يحترم فيه الجميع ومهما اختلفنا وهذه سنة الحياة ليبقى حبل الحب مشدود وقوي بقوة التسامح..

الرقي يكون بالفكر الناضج الذي يبدأ بالاستماع وبنطق حروف جاذبة لبعضنا البعض فنحن نعيش بمكان واحد وعلى مقربة من بعضنا البعض وبوطن يسع للجميع من حقنا العيش فيه متحابين لنبنية بسواعدنا جميعا..

علينا ان نتقبل الأخر وان يكون جل اهتمامنا السعي لفتح قنوات القبول بيننا والوصل الجميل باريحية وبساطة حياة خلقها الله لنعمرها بسواعد العقول الواعية ولنتذكر دائما ان الشعوب التي احترمت اختلافها سادت وحصدت السعادة بتقبلها بعضها البعض والعكس اي المجتمعات التي ابتليت بالطائفية تعيش الحروب المدمرة التي جلبت معها الهدم والضحايا وتكبدت خسائر انسانية على مدى طويل.. اذن لننشر ثقافة ولغة الحب والسلام بضوء التسامح.