الحسين إنسانية كل الأديان

الفكر الناضج بحس انساني مبتغى كل فرد يطمح لحياة مستقرة حياة يتطلع فيها الأنسان صاحب القيم النبيلة الى تواصل بروح تنبض بالمحبة للأخرين والى احترام العقول التي تنظر الى قبسات وبشوق الى الأمام الحسين بقيمه التي ظللت باخلاق جده رسول الرحمة وتربى بحضنه وانفاس ابيه الأمام علي ووالدته الصديقة فاطمة الزهراء وجمع كل هذا من انسانية كل الاديان السماوية التي انزلها الله سبحانه وتعالى.

سأتطلع الى كربلاء والحسين من اشرق الزوايا واقدسها وهي زاوية الأنسان وفطرته التي خلقها الله بها واختص بها ائمتنا .. فالحسين عبرة ودمعة وحزن نعم فدمعاتنا تبكيه بكل مأسي كربلاء التي ستبقى خالدة تاريخ.. حاضر.. ومستقبل.

سانظر من زاوية من الاف الزوايا في كريلاء زاوية شعائر عاشوراء التي لو امعنا النظر قليلا وبمنطق للحياة سنرى الزاوية الأكثر اشراقا هي الأخلاق والسلوك التي تمثلت في كل موقف حدث هناك.

لماذا ننظر لزاوية الحزن فقط البكاء واللطم نعم مطلوبين لأبراز الجانب العاطفي للانسان وبلا مبالغة وكأن قضية الحسين بلبس السواد وكأن الحياة تقف هنا لنتأمل ان الحياة بدأت باستشهاد الأمام الحسين حياة انسانية تسعى لنشر المحبة والسلام مع الجميع باختلاف الأديان.. المذاهب.. الحنسيات.. الألوان.. واللغات..

لنتعلم من هو الحسين وماهي رسالته السماوية التي هي رسالة كل الاديان.. رسالة مزج الشعائر بالعمل الأخلاقي والسلوكي في تعاملنا مع الأخر مهما اختلفنا معه نتعلم الاحترام لبعضنا البعض.. ان نكون جزء من فكر الحسين وقيمه.. ونبدأ بالتطبيق من الآن وهذه اللحظة لا أن نبكي الحسين ونقتله في آن واحد بالابتعاد عن القيم الانسانية والسلوكية..

منهج كربلاء حياة لمن يريد ان تطمئن روحه بشعور الراحة لذاته.. وما اروع ان نكون حسينيون بالمنطق والفكر والعمل.. والاروع أن ننشر ثقافة الامام الحسين كأنسان ضحى لأجل الانسانية واستقرار الأنسان في كل مكان.. هذا هو فكره..

أما الشعائر بلا روح فهي لحطات نعيشها وتتلاشى في الهواء بعد ان تنتهي مثلها مثل العبادات التي يقوم بها الكثير كروتين يومي مطلوب من الله سبحانه وتعالى وناسيا فلسفة كل ركن من العبادة التي تهذب النفس وتزرع الخير كخطوة اولى لمسار منير لكل فرد كل العبادات وجدت لتنمية الحس الأخلاقي للفرد وبالتالي تنمية للمجتمع من خلال تعامل افراده مع كل موقف يعيشه مع الأخر هي كربلاء كذلك.

اذن سعادة الامام الحسين هي نشر ما ضحى لأجله بترسيخ قيمه في المجتمع من خلال افراده..

جميل أن نرى الوحدة مع بعضنا البعض تقبل الاخر والأستماع بكل احترام والمعاملة التي تقرب القلوب والكلمة الطيبة.

يؤسفني ان ارى الكم الكبير من التناحر والأحزاب والفاط سيئة لبعضنا البعض يؤسفني أن لا أرى مأتم يجمع كل عشاق الحسين بكل اختلافهم وتعدد أفكارهم واختلافها.

يؤسفني ان ارى التقديس للبعض لدرجة العبادة.

هل هذه قيم الامام الحسين في كربلاء؟

الثقافة ان تلامس قيم واخلاق الحسين كل جوانب حياتنا اقتصادية.. اجتماعية.. نفسية.. صحية.. علينا ان تعلم من كربلاء العطف.. الحنان.. الصفاء.. الشفافية بظلال العدالة الكونية الربانية.

وادعو هنا الجميع في ذكرى عاشوراء أن ينهضوا بكل حواسهم إلى نبضات الحب ويبدأ كل فرد بنشر الثقاقة الحسينية كما هي بكل انفاسها العبقة وان نعزز قيم السلوك قولا وفعلا فهناك من يمتلك الف سؤال وسؤال عن تلك القيم الهدف والرسالة.

يجب أن يروها بسلوكنا وأخلاقنا وبمنطق إذا اردت أن تصدر كربلاء الحسين لمن يختلف معك عليك أن تتمثلها بذاتك الأنسانية.. فالحسين حياة.