البقيع الغرقد شاهد الإهانة والتمييز الطائفي

#البقيع حدث مُغيب، هذا العنوان كان أول صرخة بعد أكثر من ثمانين عام من تهديم المراقد الطاهرة في #المدينة_المنورة على يد السلفية التكفيرية مساندة بغطاء من النظام السياسي.

صرخة إنطلقت من العوامية لتدوي بها كل الأرض، إنه الحدث المغيب. ولكن هذا المهرجان الذي خرج إعلانه بعد قرابة القرن من هدم جنة البقيع لم يتم بعد أن استدعت السلطات صاحب الدعوة آية الله الشيخ نمر باقر النمر «دامت بركاته وفك قيده» وأُجبر مكرهاً على إلغاء المهرجان بعد خذلان كبار الشخصيات العلمائية في منطقتنا له، ورفضهم فكرة إحياء ذكرى تهديم المراقد الطاهرة، أو اعتبارها مناسبة حزينة تستحق أن نظهر فيها حزننا، وغضبنا لما جرى ويجري في طيبة الطيبة.

لينطلق من بعدها «مهرجان البقيع قبباً ومنائر»، والذي تم اقامته بتصميم وعزيمة من هذا الفقيه الرباني الذي حفل تاريخه بالجهاد الرسالي من أجل إعلاء كلمة الله، واستمرت العوامية في احتظان هذه المناسبة حتى صار اليوم الثامن من شوال حدث عالمي يُعبر فيه محبي آل البيت عن غضبهم من هذه الجريمة النكراء في تهديم المراقد الطاهرة للآل محمد ومحو معالم عاصمة الإسلام الأولى عبر تهديم كل ماهو مقدس ومخالف للفكر السلفي الجامد.

ذكرى الثامن من شوال ليست مناسبة للتعبير فقط عن استنكار المسلمين لهذه الجريمة، إنما هي مناسبة لتسليط الضوء على الإحتلال الوهابي السلفي لأقدس بقعتين يتفق تحت حيطانها وسقفها كل المسلمين في العالم، لا أن تستفرد وتستملك طائفة عليها دون الأخريات، وتأتي باقي الطوائف لتزور وكأنها الضيف الثقيل على تلك الطائفة.

نعم نحن نذهب لمكة والمدينة ونشعر بثقل وجودنا على قلوب تلك الوجوه التي تتحكم بكل مفاصل الحرمين الشريفين، ونستقبل كل الإهانات من قبلهم وأمام مرأى ومسمع وحماية رسمية، ثم تأتي الدولة وتنفي وجود أي تمييز طائفي!! التمييز الطائفي والعنصري لايحتاج لأي شواهد لإستفاضتها في المدينة، فلأعمى يراها، والأصم يسمعها، والأبكم يصرخ بها.

نزور النبي وأهل بيته ونتوقع الإعتقال في أي وقت، بلا جرم ولا جريرة، قد يكون الجرم سلامٌ على الرسول بصوت جهور، وقد يكون كتاب صغير يحمل ادعية وزيارات وقد ادخل تهريب لأن المنافذ الجمركية ترفض أي كتاب يخالف الشريعة السلفية الصماء، وقد تكون التهمة دمعة جرت بشكل لا إرادي على خد مؤمن اعتصر قلبه الألم مما يجري في مدينة رسول الله «صلى الله عليه وآله». ولعل أحداث البقيع في العام 2009م وضحت الصورة بشكل جلي مدى إحتقار الطرف السلفي لكل من يخالفه في فكره، ومدى حقارة التعامل تجاه زوار النبي الأكرم، حيث الإعتداء على النساء، وإعتقال الأطفال بعد انفجار الغضب من سوء المعاملة، دون أي حلول رسمية أو حتى ابداء رغبة في تغيير الحال السيء في العاصمة المقدسة.

فإلى متى يبقى العنان مطلقاً لهذه الشرذمة في التحكم بمسجد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، والتطاول على زوار رسول الله، وإلى متى تبقى مدينة رسول الله «صلى الله عليه وآله» منبع ومثال للتمييز الطائفي والعنصري المظلل بالحماية الرسمية؟ أما آن لليل أن ينجلي؟