تصحيح المسار الديني «بارقة أمل»

قال جلّ وعلا في سورة الروم، آية 50: فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - صدق الله العليم العظيم.

البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير. التوصل لله عبر الأثر فطرة البشر فمن الصعب جدا أن نرى أمة على وجه البسيطة لا تعبد إلها ما؛ طبعا، ليس شرطا أن تكون هذه العبادة صحيحة. في الوسط العلمي، الكثير من العلوم والنظريات تُبنى على الأثر حيث يبقى هو الشيء الوحيد الذي يمكن اللجوء إليه، ومثالا لذلك التعرف على نظرية الانفجار العظيم أو جسيمات الذرة أو مكونات الشموس أو بعد النجوم أو إصابة المرء بالسكر أو الفيروسات أو الالتهابات، وغير ذلك. كل ذلك يتم التعرف عليه من خلال الأثر، لذلك حتى الله سبحانه يأمرنا أن ننظر للأثر كما هو موضح في الآية الافتتاحية وغيرها من الآيات المباركة. كما أن الإمام علي بن أبي طالب >ع< دعانا أن نتفكر في خلق الله، أي الأثر، ولا نتفكر في ذاته لأنّ ذاته أعقد من أن تتوصل إليها العقول المحدودة.

إذا كان الأثر وسيلة علمية وعملية في كثير من الأمور فمن المتوقع أن تستخدمه الناس، خصوصا أصحاب البحث والاطّلاع، للتوصل لنتائج ما. هناك حكمة إنـگليزية مشهورة <Garbage in garbage out> بما يعني أنك لا تتوقع الحصول على نتائج مرضية ومقبولة من استخدامك للمخلفات الضارة أو الأشياء التي تؤدي لاستنتاج خاطئ. فإذا كان الأثر مقبولا، بل ومنصوحا به، للتوصل للذات الإلهية فمن الطبيعي أن يكون استخدامه أمرا طبيعيا للتوصل إلى نتائج لتقويم مخلوقاته وأفكارهم وطبيعتهم واعتقاداتهم وأديانهم ولا يمكن للمرء أن يكون موضوعيا إلا إذا طبق الأمر على نفسه قبل أن يطبقه على الآخرين، خصوصا إذا عرفنا أننا منصوحون بالالتهاء بعيوبنا حيث قال أمير المؤمنين >ع<: «طوبى لمن شغلته عيوبه عن معايب الناس».

نحن مدعوون لمحاسبة أنفسنا في كل صغيرة وكبيرة، في كل شيء مثل الأعمال والتصرفات والهفوات والكلمات بل حتى في العبادات، والسؤال الذي يجب أن يطرحه كلُّ مخلصٍ لله: هل أنا أعبده كما يجب وكيف تكون العبادة الصحيحة؟ بما أنّ الوصول للإجابة المثلى لهذه الأسئلة غير متاح مباشرة للكثير من الناس، خصوصا مع التعتيم المتعمد من أصحاب الشأن، علينا أن ندرس النتائج والأثر، فهل العبادة التي أقوم بها تجعلني فردا أفضل؟ هل أعمالي تخدم الأمة وتنميها؟ ما هي التطورات التي طرأت عليّ من جرّاء هذه العبادة؟ ما مردود هذه العبادة على الأمة؟ هل هو في الخير أو الشر؟ في التطور والرقي أم التخلف والانحدار؟ ماذا قدمت عبادتي وديني من منفعة للبشر، خصوصا إذا عرفنا أن الله بعث محمدا <ص> للناس كافة ورحمة للعالمين؟ بعد محاولة الإجابة على هذه الأسئلة علينا أيضا أن نُـقوِّم خلافتنا لله رب العالمين في هذه الأرض. هل نحن خلفناه كما يجب؟ هل أنصفنا أنفسنا والمختلفين؟ هل ديننا عادل للجميع؟ هل خلافتنا مقرونة بالعلم والعمل وأن الناس يأتون إلينا لكي يتعلموا بما يفيد ويعمّر الأرض كما يجب؟

لو رجعنا للوراء، لرأينا محمدا <ص> أتى إلى أمّة موصوفة بالجهل والتّخلف، وفي غضون عقود معدودة حكمت هذه الأمّة العالم <مجازا> وأصبحت منبع العلم حتى أتى إليها الغرباء مِنْ كل حدب وصوب. مع اِنتهاء الخلافة الراشدة، التي نصّ عليها رسول الرحمة <ص>، ومن بعده اِختفاء الحجة بدأت هذه الأمة في الانحدار إلى أن وصلت إلى هذا المستوى المُزرِي بالرغم من وجود جميع المقوّمات للرقي من العدة والعدد والموارد والأموال. تتبعا للأثر، ينبغي لنا أنْ نعي أنّ هذه الأمة تمشي بالمقلوب ولا تحتضن الدين كما يجب وإلّا ما وصلت إلى ما وصلت إليه من تخلّف وجهل مُدقع.

لو حاولنا توسيع النطاق على العالم الإسلامي لما توصلنا إلى حل لأنه بحاجة لدراسة مستفيضة وتخصص واطلاع أكثر، لذلك علينا أن نقتصر الأمر على محيطنا الخاص الذي نتعامل معه والذي يمسنا كل يوم؛ محل الابتلاء. لكن علينا أولا أن نلتفت لما قاله الكاتب والشاعر الإيرلندي أوسكار وايلد <Oscar Fingal O'Flahertie Wills Wilde>: «أي دين عبارة عن وهم لغير معتنقيه». من المعلوم أن عموم الشيعة يرجحون فعل وقول علي <ع> على غيره من الصحابة ويقرّون أنه ولّي أمر المسلمين من بعد رسول الله <ص> وأنه أول الأئمة المعصومين، لذلك سُنّته حجة على من اِدّعى التشيع وإلا بقي الاتِّباعُ هوىً حيث يؤمن الأتْبَاعُ ببعض الكتاب ويكفرون ببعض!

من بعد السقيفة، وإن لم يبايع في البداية، التزم الإمام علي <ع> الصمت ولم يؤلّب ضد أو يلعن أو يسب من تأزر الإمارة، بل التاريخ ينقل لنا أنّه نصح في كثير من الأمور ومدّ يد العون، كما أنه رجّح المصلحة العامة على الخاصة. من المعروف أيضا أن الزبير وطلحة كانا من المناصرين لعلي من يوم السقيفة إلى حين توليه، لكنه لم يولِّهما بالرغم من مناصرتهما له. كذلك كان محمد بن أبي بكر من أشياع الإمام علي <ع> منذ نعومة أظافره إلى أن اختاره الله، لكن الإمام عزله من منصبه. أيضا، الإمام <ع> ولّى زياد بن أبيه بالرغم من أنّ الآخر ليس من أشياعه. نكتفي بهذا القدر من الأمثلة ونتجه لتحليل هذه الحوادث بموضوعية.

لا نريد أن نكرر ونعيد، لكن الشيعة يعتبرون عليا <ع> معصوما وواجب الطاعة وجميع أفعالِه حجة على من ادّعى الاتّباع وإلا سقط دين ومذهب الْمُتّبِع لإخلاله بشرط أساسي من أصول الدين، ولا يمكن لأي أحد أن يفرض رأيه على الإمام أو يعارضه في فعله بحجج واهية ليس لها من أساس إلا التنطّع والتبكيت. لاحظوا أن الإمام علي <ع> لم يلعن أو يسب أحدا من قبل حتى الذين لعنوه وسبوه على المنابر، بل قال لإصحابه «أكره لكم أن تكونوا سبابين». يأتي بعضهم بعد 1400 سنة ويحيي سُنَنَ السب واللعن والقدح، التي لم يفعلها علي <ع>، بحجة أنها موجودة في القرآن وكأنّهم أفهم وأعلم بخصوصه وعمومه من ابن عم فاطمة <ع>، وفوق ذلك يتقربون لله تعالى بمثل هذه الأعمال التي نهى عنها الإمام نفسه! الإمام علي <ع> لم ينصّب مناصريه لأطماعهم وعزل أشياعه لضعفهم وولى خصومه لكفاءتهم. ونحن عندنا أناس حتى في الانتخابات البلدية أو الرياضية أو التكافلية يرجحون أشياعهم دون النظر للكفاءة والمقدرة أو ترجيح المصلحة العامة، وكل هذا الفعل مخالف لسنة علي <ع> مما يؤكد أن هؤلاء لم يأخذوا من نهج علي <ع> إلا ما يتناسب مع أهوائهم إذْ تركوا اللّب الأساسي للتشيع وتمسكوا بالقشور والأمور المُلْتَبَس فيها لتقييد المحبّين من رقابهم وتفريخ قطعان محرومين من استخدام عقولهم الّتي كرمهم الله بها وسيحاسبهم يومئذ عليها.

إذا تكلم أصحابُ الرأي والشهادات والعقول، اتّهموهم وبهتوهم بالكثير من الأمور؛ أولها أنّهم ليسوا من أهل التخصص ولا يحق لهم أن يخوضوا فيما لا يفقهون، وكأنّ الدينَ الذي بسطه الله حتى للجاهلين بات حِكـرا على مجموعة من الرهبان الذين استأثروا به لأنفسهم دون غيرهم من البشر، وهذا يذكرنا بكهنة الفراعنة الذين حاربوا يوسف <ع> ونصبوا له العداء لأنه كان يكشف زيفهم للناس، وإذا تكلم أهلُ التخصص من أمثال السيد محمد حسين فضل الله <قده> والسيد كمال الحيدري، رُمُوا بالضلال! كما نرى هنا وهناك حملات تسقيطية ممنهجة ومستمرة لأبناء الحوزة أنفسهم إذا اختلفوا مع هؤلاء الذين يغلب عليهم التطرف والانغلاق، فهناك من شُبِّه بالسامري وهناك من اُتّهم بالعلمانية! ويقول الدكتور علي شريعتي في هذا الخصوص: «الدين في الإسلام ليس مهنة، والارتباط بين الفرد وربه في هذا الدين هو ارتباط مباشر، وإن تحصيل علوم الدين في الإسلام لا يختص بفئة خاصة».

ألا يمتلك هؤلاء مشاريع حيوية ومناهج علمية وقفزات كمية لينتشلوا الأمة من السبات والوهن والوهم بدلا من محاربة المصلحين وكتم كل صوت غيور بذرائع واهية والجام الآخرين باسم الدين الذي يدّعون أنهم اُختصّوا به هم على سائر البشر؟ المفلسون هم وحدهم من يهاجم الأشخاص ويسقطهم ويترك الأفكار لأنهم لا يستطيعون مقارعة الحجة بالحجة أو المواجهة، لذلك نرى كل منهم ينشر في صفحاته ما يسيء للآخرين فقط، إذْ يبدو أنّ لكل من هؤلاء دور يقوم به لزيادة التعتيم وإثارة الغبار لكيلا يرى الناس الطريق السالك بوضوح. مع العلم أن أكثر المنتقِدِين من أصحاب المؤهلات المتواضعة بينما يكون المنتقَدِين من المفكرين العميقين الذين يحملون الشهادات الأكاديمية العليا، فشتان بين الفريقين وعجبا لمن يترك المتنوِرين الذين لا يريدون شيئا لأنفسهم ليبدلوهم بالمتنطعين الذين يمصّون دماء المساكين، وما أشبه الأمس باليوم؛ «أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ» البقرة - 61.

في الوقت المعاصر، هناك ثلاثة نماذج حاضرة للفكر والتطبيق الشيعي: إيران، العراق، وجنوب لبنان. نرى ثمّة اختلاف جوهري في الفكر والتطبيق بين هذه النماذج ومنها ما هو ناجح وما هو فاشل، نسبيا. لا يستطيع أحدٌ أن ينكر أن الوضع في العراق فاشل ويتحول من سيء إلى أسوأ، ولكن هل عرفنا أسباب هذا الفشل الذريع؟ الأسلوب العراقي يعتمد كثيرا على شحذ العواطف والتحزّب وإلغاء الآخر والسّب واللّعن والاتّكال على الغيبيات والمعاجز والكرامات، هذا بالإضافة للخرافات والخزعبلات والطقوس الغريبة والدخيلة. هذا الأمر ليس جديدا على الوضع العراقي فهو على ما هو عليه من أيام نوح وإبراهيم والإمام علي وثورة العشرين وإلى يومنا هذا؛ الفكر والتطبيق لم يتغير وإن تغيرت الوجوه والظروف والأزمنة، كما أن العراقيين مولعون بحب الإمارة دون مقوماتها.

يُقَال إنّ الأحمقَ لا يتعلم من أخطائه، والعاقل يتعلم منها، بينما الحكيم يتعلم من أخطاء غيره. وكذلك يقول آينشتاين: «الجنون هو فعل نفس الشيء مرارا وتكرارا مع توقُّع نتائج مختلفة». إلى الآن، اللغات لم تبتكر كلمة مناسبة لمن يجلب تجاربَ خاسرةً وأفكاراً مضرة وهدامة <pernicious> إلى أرضه مع علمه المسبق بفشلها على مدى خمسة آلاف سنة تقريبا. هذا ما يحدث الآن للكثير من أبناء شيعة الخليج العربي وهو محاولة نقل ما يحدث في العراق من فكر وتطبيق إلى بلدانهم التي عرف عنها على مدى العصور والأزمان أنها أراضي تعايش وسلم، بل والأدهى والأمر أن العراقيين أنفسهم يحسدون أهالي الخليج على هذه النعمة ويتمنون أن يصابوا بالعدوة منها. كون العراق حاضنة للحوزات لا يعني أنها الأفضل في الفكر والتطبيق وإلّا ما تزعم الحوزات مراجع من الدول الأخرى وما استوردت الدول النفطية زيوت المحركات عالية الجودة من ألمانيا وأمريكا.

معلوم لو أننا صرخنا بأعلى أصواتنا فإننا لن نجد آذانا صاغية لصوت الحق المخلص، وهذا أمر مألوف جدا حيث قال تعالى في الآية 44 من سورة فصلت: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُـرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُـؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْـرٌ وَهُـوَ عَلَيْهِمْ عَـمـًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ - صدق الله العظيم. لقد أرسل الله الأنبياء المؤيَدين من السماء وقد تم الاستهزاء بهم ومحاولة رجمهم أو حرقهم أو قتلهم باسم الدين من قرارات الكهنة الذين يتمصلحون من جهل العامة، وما يحزّ في النفس أن العامة يحاربون كل من يحاول أن يطالب بحقوقهم ويرفض سلطة وسطوة الكهنة عليهم. الثقلان واضحان للجميع، ولو لم يكونا، لما أمرنا الرسول <ص> بالتمسك بهما حيث كانت رسالته للعامة وليست للخاصة. وبالمختصر المفيد، دين الله ليس حكرا على أحد وإلا ما حاسب الله الناس سواسية يومئذ. كيف نتوقع من الله سبحانه أن يحاسب الناس على أمور لا يفهمونها وهو العدل المطلق؟ عندها تكون محاسبته لهم سفه، وهو جل شأنه أعز وأكرم من ذلك، وعندها ينتفي ويتناقض الأصل الثاني للعقيدة.

لا نريد أن نطيل في الموضوع لأنه لا ينتهي، ولكن علينا القول إن الاعتقاد أمر والتطبيق أمر آخر، ولا يصح الاعتقاد إلا بتطبيقه ولا يمكن لنا أن نلومه إذا أسيئ استخدامه من حملته. من المعلوم أن للشيعة خمسة أصول اعتقادية وهي التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والميعاد، وهذه اعتقادات مشتركة مع جميع المسلمين، ولكن علينا أن نقارن التطبيق بالاعتقاد، دائما وأبدا وفي كل حين. الله هو الواحد الأحد ولا يحتاج واسطة بينه وبين عبيده حيث أنه تكفل برزق الدودة العمياء وقال لنا إنه أقرب إلينا من حبل الوريد، ولذلك علينا ألّا فقط نعتقد في هذا الأمر بل نطبقه ونعكسه على تصرفاتنا. الوصول لله لا يحتاج إلى وساطة ولا يمكن لأي شخص مهما علا شأنه، وإن كان مرجعا دينيا، أن يصلنا إلى الله لأنه هو بنفسه يحتاج لله سبحانه والله ليس بحاجة إليه وفاقد الشيء لا يعطيه حيث أن هذا المرجع لا يستطيع أن يضمن لنفسه الجنة أو يمنع عنها النار، لذلك من الأولى أنه لا يمكن له أن يضمن جنة أو يمنع نارا عن غيره ولا يمتلك صكوك غفران لأحد كما يتوهم الكثير. الله سبحانه عادل في كل شيء حتى في وزن الذرة ولا يمكن له إطلاقا أن يكلف الناس ما لا طاقتهم به ومن ثم يحاسبهم حسابا عسيرا، لذلك لابد له أن يجد للناس دينا يتناسب مع عقولهم مع تبيان الحق والباطل بالفطرة السليمة. الإيمان بعدل الله يحتم علينا أن نعتقد أنه لن يرسل طلاسم وأحاجي لا يحلها إلا كهنة ودجالون؛ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ <آية تكررت أربع مرات في سورة القمر للتأكيد>. الاعتقاد بالنبوة يحتاج إلى ارتباط وتطبيق ولا يمكن أن يقول النبي شيئا لمجرد القول. النبي الذي أمر المسلمين كافة بأن يتمسكوا بالثقلين يعرف أنهما كفيلان لإنارة الدروب في جميع الأزمنة والأمكنة لمن طلب سبيل النجاة دون الحاجة لواسطة. نفس الأمر ينطبق على الإمامة، فإذا ألزم الإمام نفسه بشيء فعلى الأتباع الالتزام بنفس الأمر وإلا تجاوزوا الخطوط التي رسمها هذا الإمام، لذلك علينا أن نسالم من سالمهم الإمام وإلا نسب ونلعن باسمه وهو لم يفعل هذا الأمر، أصلا. هذا تحايل على الله ورسوله والثقلين لتجيير الأمور لهوى النفس. أما الميعاد، فهو يوم الحق الذي يحاسب الله الناس بعدله ولطفه ورحمته، فرجاء اتركوا الخلق للخالق فلا تحاكموهم في الدنيا وتتدخلوا في مصيرهم في الآخرة وليت كل نفس تجادل عن نفسها وتلهى بعيوبها.