الروضات راحة ، أم بلاء

 

إيه ، والآهات لا تنتهي طالما لا نملك إحساسا مرهفا بالمسؤولية حيث النهم المادي دافعنا الذي نمتطيه ، هذه مقولة سداح بن سدحان الذي أحببته بشغف الحكماء .

يا ترى هل يصدق في مقولته ؟ ! ، نتأمل قليلا .

يأتي الباص ليأخذ ابنك من ( غبشة ) ، ويتجول به في عدة اتجاهات ربما لم يراها طفلك ذات يوم وأنت تأخذه في تنزه ، ليتعرف على ملامح الطرقات - أتوقع ابنك يضع رأسه ، ويأخذ له غفوة ، أو قيلولة مبكرة إلى حين وصوله الميمون - ، هذه ربما ( تنبلع لدى بعض أولياء الأمور ) ، الأدهى من ذلك هو الإنصراف من الروضة ، تتكرر الرحلة ، فترمق وجه طفلك مستلقيا فوق أقرب ( كنبة ) في الصالة واحمرار وجهه يوحي بأنه قادم من صحراء مشبعة بأشعة الشمس لظاها أحرق وجنتيه ، ترى خديه كأنهما ( كهربة نوم ) ، أليس من الأجدر بهذه الروضات أن تقوم بتوفر باصات لهذه المناطقة المتفرقة بدلا من الاكتفاء بالقليل مما يوجع الأفئدة - أعتقد بأنها بسيطة إذا وجدت الرغبة - .

إن الأتيكيت لغة مطلوبة في أداء العمل ، فليس لائقا لا عقليا ولا إنسانيا أن يقف الباص أمام المنزل وبابه في الجهة الأخرى بجانب الطريق - تراها سهلة بأن تجعل الباب بجانب المنزل وهذه للحرص على أطفالنا ، فالطفل لا يعي المخاطر - أمر طبيعي ، بديهي - .

إن المهنية تقتضي وضعك استراتيجية متقنة وذلك لأنك كمؤسسة تقتضي مبلغا مقابل انضمام الطفل لدائرة مؤسستك - بالمختصر لا يوجد تفضل ، أو صدقة تقدمها له ، وإنما واجب عليك ذلك - .

إنه نداء الأمهات والآباء ، فهل تكون للروضات آذان صاغية ؟ .

معلم لغة عربية