آل ناصر يستشهد بحادثة حريق القديح، ويدعو إلى الوعي بإدارة الضغوط لتخطيها

شبكة أم الحمام

صنف الاختصاصي النفسي حسين آل ناصر أنواع الضغوط إلى ما هو جيد «المنشط» الذي يكون صحيا للفرد وهو دافع للأداء الجيد، وما هو ضيق ويكون سببا في «الكرب» ويكون له آثار وتبعات على صحة الفرد ويمكن أن يستمر على مدى سنوات.

واستشهد «بحادثة حريق القديح» وأثرها الضاغط الذي لم ينس مع مرور عقدين من الزمن، بعد أن ألقت بظلالها على جميع أفراد المجتمع من نساء ورجال وأطفال، وتبعاتها مستمرة عند البعض إلى يومنا هذا، مع ذكراها السنوية.

جاء ذلك في المحاضرة المنظمة من أصدقاء تعزيز الصحة النفسية في القطيف، بالتعاون مع جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية، «مهارات التعامل مع الضغوط النفسية» قدمها الاختصاصي النفسي الإكلينيكي الأول حسين محمد علي آل ناصر الثلاثاء 18 ربيع الآخر 1440هـ، بقاعة الحوراء بالعوامية.

ودعا ال ناصر في محاضرته 100 شخصًا إلى ضرورة النظر إلى الضغوط من منظور علم النفس على أنها عملية تكاملية تفاعلية بين الضغط من كونه مثير، ومدى استجابة الفرد له، منوهًا أنه من الطبيعي وجود الضغوط عند جميع الناس في الحياة اليومية، بدون استثناء، وتسبب مشاكل يجب ألا تترك دونما تدخل أو علاج.

وشدد على ضرورة تخطي الضغط النفسي الناتج من عدم تلبية المتطلبات النفسية والاجتماعية والبيولوجية على مستوى واقعي ومخيل، وعند ظهورها تكون بأعراض؛ معرفية، سلوكية، انفعالية وجسدية..

وذكر أن تقييم الموقف على أنه ضاغط أو غير ضاغط يكون بناء على عوامل شخصية تعود إلى مستوى تقدير الذات، وكلما كان عاليًا قدر على مواجهة الضغوط، مع ما يتبناه من أفكار ومعتقدات، مشيرًا إلى العوامل البيئية التي تكون وفق؛ التوقيت،، الغموض بالنسبة للدور أو الخطر، مع المرغوبية، وهل هو قادر على التحكم في الموقف أم لا، كلها عوامل تلعب دورا في تقييم الموقف.

وتحدث عن مراحل متلازمة التكيف العام للموقف الضاغط، بدءًا من الإنذار الجسمي، ومن ثم العمل على مقاومة ذلك وفق الوسائل المتاحة، وعند ضعف الجهاز المناعي يصاب الجسم بالإعياء لعدم قدرته على المواجهة والتكيف.

وشرح الاختصاصي المظاهر النفسية للضغوط بما تتضمن من؛ عمليات معرفية وانفعالية، أو السلوك الاجتماعي، وكذلك الجنس والفروق الثقافية التي تشير إلى أن النساء والأشخاص ذوي المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتدني أكثر عرضة للضغوط.

واعتبر آل ناصر إدارة الوقت من أولى أساليب التعامل مع الضغوط، والعمل على تجنبها والذي يكون بممارسة فنيات منها: تحديد الأهداف وترتيب الأوليات وتجنب المثالية، مطالبًا بقول «لا» وتوصيلها بشكل لفظي وغير لفظي مع الأخذ بالاعتبار متى وكيف.

وأشار إلى دور التدريبات الرياضية في تخفيف وطأة الضغوط من تحسين الحالة المزاجية وسلامة الدورة الدموية، بالإضافة إلى الاستعداد لأحداث الحياة الضاغطة وممارسة الاسترخاء العضلي التصاعدي، مستفيضًا في الحديث عن التعلم الاجتماعي بالملاحظة، وإعادة البناء المعرفي «نمط التفكير» العلاج العقلاني الانفعالي.

وختم المحاضرة بدعوة رئيس جمعية العوامية الخيرية الحضور إلى طرح الأفكار والاقتراحات حول المحاضرات المقدمة، مؤكدًا على سعي الجمعية لتلبية الاحتياجات النفسية والتربوية والاجتماعية لأفراد المجتمع.

وبدوره شكر الخباز أعضاء مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية برئاسة الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان، مع توجيه الشكر الخاص إلى الاختصاصي النفسي حسين آل ناصر على تقديمه المحاضرة التي أثرت الجميع.